اهلا وسهلا
يعتبر منح "تمثال الشكر" مبادرة شخصية
ليس باسم مؤسسة وليس باسم
العرق ..
بادئ ذي بدء ، تود الجائزة العالمية لـ "تمثال الشكر" التأكيد على رسالة التضامن ودعم الأشخاص الذين لديهم موارد قليلة أو معدومة. التضامن بهذا المعنى يعني: العمل ضد أي نوع من التمييز: العنصرية ، معاداة السامية ، القدرة ، ... علاوة على ذلك ، فإن عمل هذا الموقع هو ضد التمييز بين: الإعاقة ، والعمر ، والدين ، والنظرة إلى العالم. .
من طفل مهاجر بدون شهادة مدرسية إلى باحث مساعد حائز على شهادتين
جامعتين ودكتوراه من
جامعة بيليفيلد. كرسيه المتحرك لعب دور أساسي في مهنته يقول د. فرج رمو. هو مثالٌ يحتذى به لتحقيق الأهداف حتى من على كرسي متحرك.
بالنسبة للدكتور فرج رمو هي ليست مجرد وسيلة تنقل، هذه العربة تمنح الشخص العاجز عن الحركة الحرية ال مطلقة للإنطلاق كما يقول: "بكرسيي الكهربائي أستطيع التحرك والتنقل بحرية وبدون أية مساعدة. هذا ممتع جداً، خاصة خلال عملي إذ ي مكنني التنقل بحرية بين قاعات المحاضرات وزيارة زملائي في مكاتبهم. كما وأنها ت عطيني القدرة على التفاعل أكثر مع طلابي في القاعة والتحرك بين الحين والاخر بدل الثبات في نقطة واحدة ".
العمل في جامعة بيليفيلد للعلوم التربوية والإجتماعية يشكل فارق كبير بالنسبة للدكتور رمو، هو تحقيق للذات كما يصفه قائلاً: "ما يثيرفي الوظيفة الجامعية أنها تسمح لي بالتفاعل مع الطلاب والتأثير عليهم إيجابياً شأنه شأن أي مؤسسة تعليمية أخرى. أما من حيث المضمون فهو يعَنى بشكل خاص بموضوعات الشمول والتكامل والمشاركة".
المهنة – وسيلة لتحقيق الذات
ولِد الك رد ي في لبنان عام 1969 ولزمته مخاوف مجتمع الهجرة ومشاكل الأشخاص ذوي الإحتياجات والمساعدات الإجتماعية لسنوات عديدة. وقدم المساعدة لمعظمهم من المهاجرين إلى ألمانيا حيث عمل مترجم، متحدث وإستشاري للمدن والمنظمات والجمعيات والأفراد وساعده على ذلك قدرته التحدث باللغات العربية، الكردية، الإنكليزية، الفرنسية، التركية والألمانية. وقد تم تكريمه على أنشطته المتنوعة عام 2018 وحصل على صليب الجدارة الفيدرالي.
د. رمو يبلغ من العمر تسعة وأربعون عامًا وقد وضِ عت مسيرته العلمية عل ى المح ك في مواجهة كل الاحتمالات بسبب وضعه الصحي. في عام 1980، بعمر الحادية عشر ،هرب مع أسرت ه من الحر ب الأهلي ة في لبنان إل ى ألمانيا، عاشوا في برلين في منازل اللاجئين، وذهب الأطفال إل ى المدرسة الابتدائية، أما فر ج ذهب إل ى المدرس ة الثانوي ة لمدة ست ة أشه ر أخر ى و رف ض طلب ه الخا ص باللجوء. عاد ت العائلة إل ى لبنان:
"بكرامة. لم ير د أب ي أن يتم ترحيل ه في ليلة وضحاها".
ظروف البداية السيئة – بشكل خيالي
بعد تعرضه وأخيه سمير لإنفجار قنبلة في لبنان نجا منها بأعجوبة قرر والدهم إعادتهم إلى ألمانيا مرة أخرى ولكن لوحدهم. وتم وضعهم في مركز رعاية الشباب وكانوا ممنوعين من العمل إلا أن نجاح فرج خلال التدريب المهني على العمل في مهنة النجارة أكسبه الحصول على إجازة عمل وإقامة دائمة في ألمانيا.
عام 1990 تعرض فرج لحادث أليم كانت نتيجته الشلل الجسدي الكلِ ي وعندما تزوج أخيه سمير، حضر الوالدان من لبنان لهذه المناسبة وبقيا في ألمانيا من أجل رعاية فرج. أقامت العائلة في مخيم للاجئين قرب هيرفورد بدون أية مساعدات أو إمكانيات ولا حتى كرسي متحرك لمساعدة فرج. العائلة لم تكن على دراية بالقوانين ويردف فرج قائلاً : "إذا كنت لا تعرف حقوقك فأنت غير محمي ".
الدوافع الحاسمة لعملية التغيير
تغيرَّ نمط حياة فرج المقعد تغييراً كاملاً إنما حصل ذلك بشكل تدريجي إثر تعرضه لإصابة حادة في الكلى مما أجبره على البقاء في المستشفى فترة من الوقت تعرف من خلالها على أشخاص يواجهون نفس المصير والآلام، تبادل معهم فرج الأفكار وإستطاع من خلال لقاءاته بهؤلاء بشكل يومي أن يستشف طريقة حياة جديدة وأملاً جديداً. عند خروجه من المستشفى حصل على الكرسي الكهربائي مع مقود متصل بالذقن أعاد شوق فرج للإنطلاق من جديد وتوجه لرؤية المستشارين عن ما يمكن أن يقوم به وهو مقعد، وبحث عن حقوقه وحارب من أجلها. وتمكن من الحصول على المساعدة أخيراً عندما أخذ الجنسية الألمانية عام 1998. في عمر الواحد والثلاثون كان لدى فرج شهادة دبلوم ثانوي مَكَّنته من متابعة دراسته الجامعية وحاز على إجازة في العلوم التربوية عام 2005 وإجازة في العلوم والإجتماعية عام 2006.
أكمل أطروحت ه في الدكتوراه وحصل على تقدير 2.0 وكان هذا التقدير الذي أهداه لوالدته، التي شاركته كل نجاحاته.
عمارة واحدة – بيئة خالية من العوائق
أثبتت جامعة بيليفيل د أنها البيئة المثالية نسبياً لطلابها ذوي الكرسي المدولب، "كان لد يَّ كل ما أحتاجه لليوم الدراسي في الجامعة" يقول د .رمو. "كان هنال ك الكثير من التسهيلات في الجامعة مثل وجود مراكز بيع متخصصة أتاحت لي الحصول على خدمات مصرفية، شراء الكتب ومستلزمات مكتبية، حتى أنه يوجد محال بقالة وكلها داخل صرح الجامعة دونما الحاجة إلى مغادرتها". يتابع د. رمو قائلاً: "من المثير حقاً وجود مراكز للعمل تابعة لإدارة الجامعة سهَّلت لي الحصول على مساعدين للقيام عني بمهامي اليومية كطالب جامعي. أيضاً الكرسي الكهربائي لعب دوراً بارزاً خلال دراستي وكان أكثر فعالية من الكرسي المدولب. الأبواب الكهربائية لم تكن متاحة في ذلك الوقت وك نت بحاجة لمن يفتح لي الأبواب عند الدخول والخروج شأني شأن جميع الطلاب على الكرسي المتحرك ". وبسبب تلك العوائق أوجد د. رمو "قسم الطلاب ذوي الإعاقة والمرض المزمن" مع بعض زملائه الطلاب عام 2005. قامت هذه الوحدة بوضع المقترحات والتدابير وسبل تنفيذها ونفذتها جميعها. عطفاً على هذه الأنشطة وضعت بدورها الجامعة ما يسمى "بسياسة التنوع" بإمكان الجميع الإضطلاع عليه على رابط الجامعة الإلكتروني www.uni-bielefeld.de
المساعدة والمساعدين
يقول د. رمو في هذا المجال أن السبب وراء الأخذ بجميع مقترحاتهم بالجامعة أنهم قاموا بتوجيه الأنظار إلى موضوع "الدراسة والإعاقة" في قاعات الجامعة.
إن قسم ال (RSB) تطلب القيام بتغييرات هيكلية لبناء الجامعة مما سمح بإدماج وتنوع المشاركة للطلاب ذوي الإعاقة والأمراض المزمنة، والتي تم تنفيذها في نهاية المطاف من خلال القيمين على العمل الخيري في الجامعة. الجدير ذكر ه يقول د. رمو: "أننا بالتضامن والتعاون من باقي الجامعات إستطعنا أن نكسب الدعم لعزمنا وتصميمنا على ت غير سياسة الجامعة لفكرها الهندسي".
كيف إستطاعت العلوم والأدوات التقنية الحديثة مساعدتك لتنظيم حياتك؟
إن وكالة التمويل الإقليمية قدمت لي مساعدون تقنيون يقومون بمهامي اليومية في الجامعة منها نذكر مثالاً القيام بمهام الطباعة على الكمبيوتر، تدوين ملاحظاتي الخاصة باللجان والتحضيرات لشرح المحاضرات اليومية.
كيفية تنفيذ هذا النهج التخفيفي:
نوعية المساعدة التي حصلت عليها في المنزل تقنية بطبيعتها والتي كان لها دور كبير جداً في تمكيني من التنقل اليومي نذكر مثالاً بعض الأدوات: رافع السقف الذي يقوم بنقلي من الكرسي الكهربائي إلى السرير وبالعكس كما أن السرير بحد ذاته متحرك بما يتناسب مع حركة رافع السقف. استطعت الإستفادة أيضاً من خدمات الصوت التقنية التي تساعدني على القيام بإتصالات هاتفية، بتشغيل جهاز التلفاز، بإضاءة الغرفة أو إطفاء النور فيها دون مساعدة خارجية من أحد. أيضاً أستطيع القيام بالنقر على فأرة الكمبيوتر من خلال الضغط بفمي على أداة بديل ة.
ما هي أهداف د. رمو الحالية؟
إن هدفي ورغبتي في تنفيذ "نهج التمكين" والذي أصبحت على دراية به من خلال ا لجامعة البروتستانتينية للعلوم التطبيقية لودويغسبورغ في جامعة بيليفيل د. هذا التصميم للجامعة يسمح و يتيح لجميع الطلاب ذوي الإعاقة العمل والدراسة في الجامعة دون أية موانع أو مع وَِقات للحركة الجسدية . مزيد من المعلومات حول هذا النهج تجدونه على رابط الجامعة الإلكتروني www.eh-ludwigsburg.dekeyword entry: approach to disability وللمزيد من المعلومات حول جامعة بيليفيلد النقر على الرابط www.uni-bielefeld.de
ثلاثة أسئلة للدكتور فرج رمو عن الإرادة والصحة البدنية
1- هل واجهت صعوبة بإتخاذ قرار العمل في الأكاديمية وأنت على كرسي كهربائي ؟
د. رمو: أبداً، لقد تعلمت من المقعدين على الكراسي المتحركة أن الدراسة قابلة للتحقق ولكن الأهم هو الحصول على المساعدات والموارد اللازمة والقدرة على إستخدامها، وهذا يشمل الحصول على الخدمات الإستشارية المختلفة وإمكانية إعادة تقديمها للمتضررين في وضع مماثل.
2- هل الإرادة القوية تجد طريقها دائما ؟ً
د. رمو: نعم، وأنا مقتنع بذلك. فقط عن طريق الإرادة إستطعت تطوير وتنمية شخصيتي. إن المفاجآت الغير سارة للقدر مثل النكسات، اليأس، والشلل الذي أقعدني وطريقتي الناجحة بالتعامل مع هذا الوضع كانتا السبب لِتوََّل د إرادة قوية لم تكن موجودة عندي قبل الحادث. أنا أشكر الإرادة التي أصبحت عليها والتحديات التي واجهتها وتطورت بفعلها.
3- كيف تحافظ على صحتك البدنية للقيام بأعمالك اليومية ؟
د. رمو: أ راعي تطبيق نظام غذائي صحي مع الحفاظ على التوازن النفسي والعقلي لديَّ من خلال استرجاع حالة نفسية مررت بها عندما تعرضت لحالة مرضية كانت أقرب إلى الموت من الشفاء وأشعرتني كم أنا قوي وقتها وأدخلت شعور السلام الى قلبي. استرجاع هذه الحالة يعيد إلىَّ التوازن النفسي من أجل الحفاظ على هدوئي الروحي والعقلي. هكذا أجد السلام بداخلي.
شكرا
نظرًا للقيود الزمنية والقيود المالية ، لا يمكن ترجمة محتوى الصفحة الرئيسية بواسطة مترجم محترف. أعتذر عن أي أخطاء لغوية.